أدخل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اللقاح ضد فيروس كورونا عاملاً رئيسياً في استراتيجيته على الصعيدين الإنتخابي والعسكري.
فقد نجح نتنياهو في وضع اسرائيل في المرتبة الأولى بين دول العالم لناحية السرعة في التلقيح ضد الفيروس الذي أوقع ملايين الضحايا بين وفيات وإصابات، وألحق باقتصادات الدول خسائر بتريليونات الدولارات.
وبلغت نسبة الذين تلقوا اللقاح حتى الآن ما يقارب ال 12% من الإسرائيليين. وشملت هذه النسبة الطواقم الطبية والإستشفائية والقوى العاملة في الجيش الإسرائيلي وكبار السن. وينتظر بحسب برنامج الحكومة الإسرائيلية أن ينتهي تلقيح قوات الاحتياط في الجيش الإسرائيلي بحلول منتصف يناير / كانون الثاني الجاري.
ويراهن نتنياهو على الانتهاء من حملات التلقيح في نهاية مارس / آذار المقبل لتصبح إسرائيل بذلك أول دولة في العالم تتحصن اجتماعياً ضد الوباء، مما يعزز التفوق الحالي لرئيس حزب "الليكود" في الانتخابات المقبلة على خلفيات اجتماعية واقتصادية من خلال استئناف دورة الحياة الطبيعية في اسرائيل.
وقال نتنياهو خلال تفقده أحد مراكز التلقيح إن هدف إسرائيل هو الوصول إلى تلقيح 5.5 مليون نسمة من سكان إسرائيل بحلول شهر مارس / آذار المقبل وهذا يكفي لوضع حد لفيروس كورونا في إسرائيل. وأضاف: "لدينا من اللقاحات ما يكفي لتسعة ملايين مواطن، والحقيقة سيكون هناك أكثر".
ويرى المراقبون أن برنامج نتنياهو للتقليح يأخذ في الاعتبار احتمالات أي تطور عسكري يمكن أن تواجهه إسرائيل نتيجة للتوتر المتصاعد بين إيران وكل من الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل بحيث يكون الجيش الإسرائيلي والجبهة الداخلية مستعدان لخوض أي مواجهة عسكرية مع إيران والتنظيمات الحليفة لها في كل من لبنان وسوريا بحصانة طبية واستشفائية وعسكرية مرتفعة ضد فيروس كورونا.
في المقابل، فإن كلاً من إيران وسوريا ولبنان تعاني من التفشي الكبير للوباء بحيث بات النظام الإستشفائي في هذه الدول عاجزاً عن استيعاب المصابين لمعالجتهم، وهو ما يجعل أي مواجهة عسكرية تخوضها هذه الدول كارثية عليها من الناحية الطبية والصحية.
ويذكر أن استطلاعاً للرأي أجراه معهد “بانيلس بولتيكس” ونشرته صحيفة، أظهر أن حزب الليكود بزعامة نتنياهو يحتل صدارة الأحزاب الإسرائيلية في الانتخابات المقبلة بواقع 27 مقعداً وبفارق شاسع عن أول منافسيه حزب "تكفاه جدشا" بزعامة جدعون ساعر بواقع 17 مقعداً في حين أعطى الاستطلاع حزب “يش عتيد” بزعامة يائير لابيد 14 مقعدا، والقائمة المشتركة 11 مقعدا فقط.
أما حزب “كاحول لفان” الذي حصد 33 مقعدا في الانتخابات الأخيرة، فيبدو أنه خرج من المنافسة نهائياً بترجيح عدم قدرته على اجتياز نسبة الحسم.